لهذه الأسباب لا يستحق ليوناردو دي كابريو الأوسكار عن The Revenant
إنها مشكلة كل أوسكار، ليوناردو دي كابريو يقدم فيلما ممتازا لكنه كالعادة لا يحصل على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل ويتسبب في موجة غضب على الشبكة العنكبوتية، لكنه لو فاز بالجائزة المنشودة هذا العام عن فيلمه The Revenant، هل يستحقها عن هذا الدور حقا؟
فصاحب الـ41 عاما ترشح للفوز بالأوسكار 6 مرات سابقة ولم ينلها في أي من المرات، فهل هذه المرة يستحق الفوز بها، أم من الأفضل أن يحصل عليها عن دور أفضل؟
لذلك نجيب في السطور التالية على سؤال لماذا لا يجب أن يحصل ليوناردو على الأوسكار هذا العام؟
لنسترجع سويا دوره الأكثر من ممتاز في فيلم The Aviator، على سبيل المثال لا الحصر، وتأديته لدور "هاورد هيوس" الملياردير بطريقة عملية وناضجة للغاية، دي كابريو أظهر الرغبة في تأدية أصعب الأدوار والفوز بطريقة ذكية بإعجاب الجمهور والنقاد.
ومع كل أدواره المتميزة في أفلامه السابقة، سيكون الأمر سيئا أن يفوز دي كابريو في النهاية عن دوره في فيلم The Revenant، لأنه في الحقيقة أقل من أدواره السابقة.
على سبيل المثال، توم هاردي أثبت أنه تفوق على نفسه في كل لحظة بالفيلم، فرغم أن دوره صغير من حيث عدد المشاهد إلا أن "فيتزجرالد" الخائن العنصري مجرد ظهوره على الشاشة كفيل بجعلك تجلس على حافة الكرسي منتظرا رد فعله وما سيفعله، ستشعر أن ليوناردو دي كابريو مجرد عابر سبيل مر بالفيلم مقارنة بتوم هاردي.
لم يفعل ليوناردو في الفيلم سوى الإنهاك، على عكس شخصية "جلاس" الحقيقية، ساكن الحدود الصلب الذي دفن حيا وترك لكي يموت ورأى ابنه يموت أمام عينيه.
إن كان هناك ممثل يمكنه أن يجعلك تشعر بما يشعر به خلال الفيلم فهو دي كابريو بكل تأكيد، لكن لتسأل نفسك مجددا كم مرة خلال الفيلم شعرت بأنه يمثل؟ بغض النظر عن صعوبة ظروف التصوير، أنت لا تحصل على الأوسكار بفضل الإنهاك فقط، هذه نقطة ضده وليست له.
دي كابريو اضطر مثلا لأكل كبد ثور أمريكي حقيقي ليظهر تقززه واقعيا، الجو كان بردا قارصا في الحقيقة ولم يضطر لتمثيل شعوره بالبرد، لم يتمكن ليو من الاجتهاد ليتقمص شخصية "جلاس،" في الحقيقة لو تم وضعك أنت في نفس الظروف القاسية ربما سيخرج منك نفس الأداء التمثلي.
أفضل مستوياته وإمكانياته قدمها ديكابريو كانت في أفلام مثل Shutter Island و Revolutionary Road و Catch Me If You Can! كل ما سبق أظهر أفضل إمكانياته، هو ممثل بإمكانه أن يجعلك تصدق الشخصيات والأدوار التي يقدمها.
لكن إطلاق لحيته ونومه في جلد حصان ميت في The Revenant لن يجعلنا نصدق أنه تقمص "هيو جلاس" الرجل المظلوم، بما في ذلك مشهد صراعه مع الدب.
أبعاد شخصية "جلاس" ظلمت دي كابريو
للأسف لا توجد زاوية للأداء، فلم يُسمح لليوناردو دي كابريو بإظهار قدراته لأن شخصية "جلاس" لا توجد بها عدة أبعاد، فقط بعد وحيد وهو ما حجم قدرات ليو، ظهر ذلك واضحا في إضافة زوجة وابن من أجل إعطاء "جلاس" سببا واضحا أمام المشاهد لكي يعيش من أجله، ويجعل الجمهور يتعاطف معه حتى وإن كان أقلهم شرا.
ما جعل دي كابريو يظهر خلال الفيلم مبهرا عدد من المشاهد مثل هجوم الدب ورؤية ابنه يقتل ودفنه حيا وأكله الأسماك النيئة وكي جروحه بالبارود وغيرها، لكن للأسف كل ما سبق هو من الحبكة وليس تطور للشخصية، إنها ليست مهارات تمثيلية أكثر من أنها أفعال بلا مشاعر.
يجب أن نعترف أنه كانت هناك عدة عوائق لدي كابريو وزملائه في موقع التصوير، من برد قارس واضطرارهم إلى عدم ارتداء قفازات أو قبعات لأن التصوير كان يجب أن يوحي للمشاهد أنهم في الخريف، بالإضافة إلى أنه أكل كبد ثور أمريكي حقيقي، لكنه لم يهاجم من دب حقيقي أو ينام داخل هيكل حصان.
على أي حال، كل ما فعله ذلك في الكواليس هل يضمن الجائزة له؟ بالطبع لا، فإن ما يفعله الممثل خلف الكواليس لا علاقة له بما نراه في الفيلم، ولن يهم المشاهد سوى الأداء التمثيلي الذي يظهر على الشاشة.
في النهاية، ربما توجد حالة إجماع على استحقاق دي كابريو للأوسكار هذا العام عن فيلمه The Revenant، لكن لا يجب أن يحصل على أول تمثال ذهبي له كنوع من التكريم على مجمل أعماله السابقة.
-----------------------------------
-----------------------------------------
( زوروا موقعنا هنا cleopatra7a.blogspot.com هتلاقى كل حاجة عندنا )
----------------------------------
------------------------------------------
المصدر FilFan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق